فصل: عقبة بن وهب بن كلدة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.عقبة بن نافع:

بن عبد قيس الفهري ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا تصح له صحبة. كان ابن خالة عمرو بن العاص. ولاه عمرو بن العاص إفريقية وهو على مصر فانتهى إلى لواتة ومزاتة فأطاعوا ثم كفروا، فغزاهم من سنته. فقتل وسبي، وذلك في سنة إحدى وأربعين، وافتتح في سنة اثنتين وأربعين غدامس فقتل وسبي، وافتتح في سنة ثلاث وأربعين كور السودان وافتتح ودان وهي من حيز برقة من بلاد إفريقية وافتتح عامة بلاد البربر وهو الذي اختط القيروان وذلك في زمن معاوية فالقيروان اليوم حيث اختطها عقبة بن نافع وكان معاوية بن حديج قد اختط القيروان بموضع يدعى اليوم بالقرن فنهض إليه عقبة فلم يعجبه فركب بالناس إلى موضع القيروان اليوم وكان واديًا كثير الأشجار غيضة مأوى للوحوش والحيات واختط القيروان في ذلك الموضع فأمر بقطع ذلك وحرقه فاختط القيروان وأمر الناس بالبنيان.
وقال خليفة بن خياط: وفي سنة خمسين وجه معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية فاختط القيروان وأقام بها ثلاث سنين.
وروى محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: لما افتتح عقبة بن نافع إفريقية وقف على القيروان فقال: يا أهل الوادي إنا حالون إن شاء الله تعالى به. فاظعنوا ثلاث مرات قال: فما رأينا حجرًا ولا شجرًا إلا تخرج من تحته حية أو دابة حتى هبط بطن الوادي ثم قال: انزلوا بسم الله.
وقتل عقبة بن نافع سنة ثلاث وستين بعد أن غزا السوس القصوى، قتله كسيلة بن لمرم الأودي وقتل معه أبا المهاجر دينار وكان كسيلة نصرانيًّا. ثم قتل كسيلة في ذلك العام أو في العام الذي يليه قتله زهير بن قيس البلوي، ويقولون: إن عقبة بن نافع كان مستجاب الدعوة. فالله أعلم.

.عقبة بن نمر:

الهمداني. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان.

.عقبة بن وهب:

يقال ابن أبي وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة شهد بدرًا هو وأخوه شجاع بن وهب وهما حليفان لبني عبد شمس.

.عقبة بن وهب بن كلدة:

الغطفاني حليف لبني سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج شهد العقبتين وبدرًا قال ابن إسحاق. وكان أول من أسلم من الأنصار ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلم يزل هنالك حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مهاجرًا فهاجر معه فكان يقال له مهاجري أنصاري شهد بدرًا وأحدًا وقيل: إن عقبة بن وهب هذا هو الذي نزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد. وقيل بل نزعهما أبو عبيدة. وقال الواقدي: قال عبد الرحمن بن أبي الزناد: نرى أنهما جميعًا عالجاهما، فأخرجاهما من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

.باب عقيلٍ:

.عقيل بن أبي طالب:

بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي يكنى أبا يزيد.
روينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا أبا يزيد، إني أحبك حبين: حبًا لقرابتك مني، وحبًا لما كنت أعلم من حب عمي إياك».
قدم عقيل البصرة ثم الكوفة ثم أتى الشام وتوفى في خلافة معاوية وله دار بالمدينة مذكورة.
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يجزى مد للوضوء وصاع للغسل» رواه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبيه عن جده ومن حديثه أيضًا: كنا نؤمر بأن نقول: بارك الله لكم، وبارك عليكم، ولا نقول بالرفاء والبنين رواه عنه الحسن بن أبي الحسن. وقال العدوي: كان عقيل قد أخرج إلى بدر مكرهًا، ففداه عمه العباس رضي الله عنه ثم أتى مسلمًا قبل الحديبية وشهد غزوة مؤتة وكان أكبر من أخيه جعفر رضي الله عنه بعشر سنين وكان جعفر أسن من علي رضي الله عنه بعشر سنين وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها وقال: ولكنه كان مبغضًا إليهم لأنه كان يعد مساويهم. قال: وكانت له طنفسة تطرح له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلي عليها، ويجتمع إليه في علم النسب وأيام العرب وكان أسرع الناس جوابًا واحضرهم مراجعة في القول وأبلغهم في ذلك.
قال: وحدثني ابن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان في قريش أربعة يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم يعني في علم النسب: عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل الزهري وأبو جهم بن حذيفة العدوي وحويطب بن عبد العزى العامري. زاد غيره: كان عثيل أكثرهم ذكرًا لمثالب قريش فعادوه لذلك وقالوا فيه بالباطل ونسبوه إلى الحمق واختلقوا عليه أحاديث مزورة وكان مما أعانهم على ذلك مغاضبته لأخيه علي وخروجه إلى معاوية وإقامته معه. ويزعمون أن معاوية قال يومًا بحضرته: هذا لولا علمه بأني خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه. فقال عقيل: أخي خير لي في ديني وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت دنياي وأسأل الله تعالى خاتمة الخير.

.عقيل بن مقرن المزني:

يكنى أبا حكيم أخو النعمان بن مقرن وسويد ومعقل وكانوا سبعة من بني مقرن كلهم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وقد ذكرنا الخبر في ذلك في باب النعمان بن مقرن. قال الواقدي: وممن نزل الكوفة من الصحابة: عقيل بن مقرن أبو حكيم. وقال البخاري: عقيل بن مقرن أبو حكيم المزني. وكذلك قال أحمد بن سعيد الدارمي.

.باب عكاشة:

.عكاشة بن ثور بن أصغر:

القرشي كان عاملًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على السكاسك والسكون، وبني معاوية من كندة ذكره سيف في كتابه، ولا أعرفه بغير هذا.

.عكاشة بن محصن بن حرثان:

بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي حليف لبني أمية يكنى أبا محصن كان من فضلاء الصحابة شهد بدرًا وأبلى فيها بلاء حسنًا وانكسر سيفه فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرجونًا أو عودًا فصار بيده سيفًا يومئذ وشهد أحدًا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم بزاخة قتله خويلد الأسدي يوم قتل ثابت بن أقرم في الردة هكذا قال جمهور أهل السير في أخبار أهل الردة إلا سليمان التيمي فإنه ذكر أن عكاشة قتل في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني خزيمة فقتله طليحة وقتل ثابت بن أقرم ولم يتابع سليمان التيمي على هذا القول وقصة عكاشة مشهورة في الردة.
وكان عكاشة يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم ابن أربع وأربعين سنة وقتل بعد ذلك بسنة. وقال ابن سعد: سمعت بعضهم يشدد الكاف في عكاشة وبعضهم يخففها وكان من أجمل الرجال. روى عنه من الصحابة أبو هريرة، وابن عباس. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا لا حساب عليهم». فقال عكاشة بن محصن: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال له: «أنت منهم»،ودعا له. فقام رجل آخر فقال: يا رسول الله ادع الله لي أن يجعلني منهم، قال: «سبقك بها عكاشة».
وروى حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عرضت علي الأمم بالموسم، فراثت علي أمتي، ثم رأيتهم فأعجبتني كثرتهم قد ملئوا السهل والجبل، فقال: يا محمد، أرضيت قلت: نعم يا رب. قال: فإن لك مع هؤلاء سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حسابٍ، هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون». فقال عكاشة بن محصن: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم: فقال: «أنت منهم» ودعا له. فقام رجل آخر، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: «سبقك بها عكاشة».
قال أبو عمر: قال بعض أهل العلم إن ذلك الرجل كان منافقًا فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعاريض من القول. وكان صلى الله عليه وسلم لا يكاد يمنع شيئًا يسأله إذا قدر عليه.

.باب عكرمة:

.عكرمة بن أبي جهل:

واسم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي كان أبو جهل يكنى أبا الحكم فكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فذهبت.
كان عكرمة شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية هو وأبوه وكان فارسًا مشهورًا هرب حين الفتح فلحق باليمن ولحقت به امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فأتت به النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: «مرحبًا بالراكب المهاجر»، فأسلم وذلك سنة ثمان بعد الفتح وحسن إسلامه وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «إن عكرمة يأتيكم، فإذا رأيتموه فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي».
ولما أسلم عكرمة شكا قولهم عكرمة بن أبي جهل فناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا عكرمة بن أبي جهل وقال: «لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات».
وكان عكرمة مجتهدًا في قتال المشركين مع المسلمين استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حج على هوازن يصدقها. ووجهه أبو بكر إلى عمان وكانوا ارتدوا فظهر عليهم ثم وجهه أبو بكر إلى اليمن وولى عمان حذيفة القلعاني، ثم لزم عكرمة الشام مجاهدًا حتى قتل يوم اليرموك في خلافة عمر رضي الله عنهما هذا قول ابن إسحاق.
واختلف في ذلك قول الزبير فمرةً قال: قتل يوم اليرموك شهيدًا. وقال في موضع آخر: استشهد عكرمة يوم أجنادين. وقيل إنه قتل يوم مرج الصفر، وكانت أجنادين ومرج الصفر في عام واحد سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه. وقال الحسن بن عثمان الزيادي: استشهد من المسلمين بأجنادين ثلاثة عشر رجلًا، منهم عكرمة بن أبي جهل وهو ابن اثنتين وستين سنة. وأجنادين من أرض فلسطين بين الرملة وأبيات جبرين ويقال جبرون.
ذكر الزبير حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه قال: لما أسلم عكرمة قال: يا رسول الله علمني خير شيء تعلمه حتى أقوله. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وان محمدًا عبده ورسوله».فقال عكرمة: أنا أشهد بهذا، وأشهد بذلك من حضرني وأسألك يا رسول الله أن تستغفر لي فاستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عكرمة: والله لا أدع نفقةً كنت أنفقها في صدٍّ عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ولا قتالًا قاتلته إلا قاتلت ضعفه، وأشهدك يا رسول الله. ثم اجتهد في العبادة حتى قتل زمن عمر رضي الله عنه بالشام.
حدثني محمد بن أحمد حدثني أحمد بن الفضل حدثنا أحمد بن جرير حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد أن عكرمة بن أبي جهل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: «مرحبًا بالراكب المهاجر»، قال: فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ فقال: «قل أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله». وذكر معنى حديث الضحاك بن عثمان عن أبيه.
وذكر الزبير قال: حدثني عمي عن جده عبد الله بن مصعب، قال: استشهد باليرموك الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وأتوا بماء وهم صرعى فتدافعوه كلما دفع إلى رجل منهم قال: اسق فلانًا حتى ماتوا ولم يشربوه. قال: طلب عكرمة الماء فنظر إلى سهيل ينظر إليه، فقال: ادفعه إليه، فنظر سهيل إلى الحارث ينظر إليه، فقال: ادفعه إليه، فلم يصل إليه حتى ماتوا.
وذكر هذا الخبر محمد بن سعد عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبو يونس القشيري، قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت، فذكر القصة إلا أنه جعل مكان سهيل بن عمرو عياش بن أبي ربيعة. قال: محمد بن سعد: فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فأنكره وقال: هذا وهم، روينا عن أصحابنا من أهل العلم والسيرة أن عكرمة بن أبي جهل قتل يوم أجنادين شهيدًا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، لا خلاف بينهم في ذلك.
حدثنا أحمد عن أبيه عن عبد الله عن بقي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أبو أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق قال: لما أسلم عكرمة بن أبي جهل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، والله لا أنزل مقامًا قمته لأصد به عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيل الله تعالى ولا أترك نفقة أنفقتها لأصد عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله عز وجل. قال: فلما كان يوم اليرموك نزل فترجل فقاتل قتالًا شديدًا، فقتل رحمة الله عليه فوجد به بضع وسبعون من بين طعنة وضربة ورمية.